الكاتب : ريجينا الأحمدية
29 يونيو 2025
مقالات
هل شعرت يومًا بأن هاتفك صار سيد يومك؟
هل لاحظت كيف يغيّر "لايك" واحد أو تعليق سلبي حالة مزاجك؟ أو كيف تجد نفسك تغوص في صفحات لا تنتهي، رغم وعودك المتكررة بالتوقف؟
هذه ليست صدفة.
ففي عالم #السوشيال_ميديا، التصميم لا يهدف فقط لجذب الانتباه، بل لتحويلك إلى جزء من آلة نفسية دقيقة تستغل نقاط ضعفنا العاطفية.
سنغوص معًا في هذا المقال، في عمق #التأثيرات_النفسية_للمنصات_الرقمية على عقول المراهقين والشباب. وكيف يمكن للأهل أن يفهموا هذه الديناميكية المعقدة ليحموا أولادهم وأحباءهم، مع الحفاظ على تواصل صحي وواقعي.
كيف تصمم التطبيقات لإبقاء المستخدم "مدمنًا"؟
منذ اللحظة الأولى التي تفتح فيها أي تطبيق، تبدأ رحلة محفوفة بالمحفزات النفسية، مثلا:
- إشعارات متكررة تجذب انتباهك حتى عندما لا تريدها.
- "لايكات" وتعليقات تعمل كمكافآت فورية تفرز هرمونات السعادة في دماغك.
- خاصية التمرير اللانهائي التي تخلق وهمًا بعدم نهاية المحتوى، فلا تقدر على التوقف بسهولة.
وهذه إحدى أفكار الدكتور أندرو برزيبيلسكي الجوهرية عندما قال إن: "التطبيقات مصممة بذكاء لاستغلال آليات المكافأة في الدماغ، مما يجعل التوقف عنها أمراً صعباً، خاصة لدى المراهقين". وهو ما طرحه الدكتور آدم ألتر مؤلف كتاب irresistible الذي يركز على كيفية تأثير #التكنولوجيا على خلق الإدمان السلوكي. ومن أشهر أقواله: "كل إشعار، كل لايك، كل لحظة إنتظار، هي عنصر محسوب بدقة لتبقيك عالقاً في المنصة".
كل هذه الميزات مبنية على دراسات عميقة في علم النفس السلوكي و"#الهندسة_النفسية" لتبقيك مرتبطًا و"تستهلك" المزيد من الوقت والمشاعر.
أما التأثيرات النفسية على الشباب والمراهقين
فهي ناتجة عن الاستخدام المفرط للسوشيال ميديا الذي يمكن أن يؤدي إلى:
دور الأهل: كيف تفهم وتدعم دون أن تفرض؟
حاولوا أن تفتحوا حوارًا صادقًا مع أبنائكم حول تجاربهم على #السوشيال_ميديا دون أحكام. وقوموا بتجربة أسلوب وضع حدود واضحة، توازن بين #الوقت_الرقمي والنشاطات الحقيقية، لكن دون فرض قيود صارمة تثير تمردهم.
وكونكم قدوة لأبنائك، فعليكم باستخدام #التكنولوجيا بحكمة ومشاركتهم أوقاتًا بدون شاشات.
وبحال ملاحظة أي علامات قلق أو تغيرات سلوكية لا تترددوا بالاستعانة بمحترف نفسي.
أمّا للشباب، فعليكم ببعض النصائح العملية للحفاظ على توازن صحي، كتحديد أوقاتًا معينة لاستخدام الهاتف وملاحظة كيف يؤثر ذلك على مزاجكم. واستعمال تطبيقات تساعدكم على مراقبة وقت الشاشة.
أرغموا أنفسكم على ممارسة نشاطات خارجية أو هوايات تُبعدكم عن الشاشة.
وتذكّروا أن الحياة الواقعية أغنى من حياة الصور والفلاتر.
يمكن أن تكون #السوشيال_ميديا مصدرًا للإلهام والمعرفة، لكنها قد تصبح فخًا نفسيًا مخفيًا.
وفقط الفهم والوعي هما مفتاح حماية شبابنا من التأثيرات السلبية. وبناء علاقة صحية مع #التكنولوجيا هو مسؤولية الجميع شبابًا، أهلًا ومجتمعًا.
0
0
0
0
لتعلق يجب أن تسجل الدخول أولاً
تسجيل دخول